من المزعج أن يحاول أي شخص مهما كان عمق علاقتك به، أن يفرض عليك أن تقول أو تفعل أمرا لا يستهويك، بل ولا يتقبل فكرة أن الأمر الذي يستهويه قد يبدو صحيحا ومقبولا ومنطقيا لديه وعلى العكس تماما لدى غيره دون أسباب محددة! ومن المزعج أيضا أن يعيش غيرك تجربة بكامل جوانبها ويفشل فيها، ثم يحاول إثناءك عن عيشها على افتراض أنك ستفشل أنت أيضا كما فعل هو لأن ظروفكما تبدو متشابهة، ولا يريد لك أن تتجرع مرارة الفشل ذاتها! لكن كيف علم بأنك ستفشل؟ ألا يبدو غريبا إلى حد ما تلك الثقة التي تجعلنا نحكم على نتيجة تجربة لم تحدث بعد بالفشل، فقط لأننا لم نحقق نجاحا يذكر؟ ربما، لكن مجرد التفكير في الأمر يشعرني بالاختناق!
ينسى بعض الناس أن البشر مختلفون في طريقة تفاعلهم مع المواقف، وطبيعة استجابتهم للظروف الحياتية وضغوطاتها، مهما بدت شخصياتهم أو مرجعياتهم الثقافية وخبراتهم العملية متشابهة، ومهما تطابقت ملامح البيئة المحيطة بهم. وكمثال بسيط، لاحظ كيف هي ردود أفعال من حولك تجاه التعرض للسب مثلا! هناك من سيغضب ويحاسب وهناك من سيتجاهل لأنه يرى الأمر تافها، وهناك من سيشعر بأنه جرح جرحا عميقا! هل نجحت في إيصال فكرتي إليك عزيزي القارئ؟ حسن إليك القصة إذن!
كان إبراهيم وسعيد صديقين التقيا في الجامعة وتخرجا سوية من كلية الطب، ثم تم تعيين كل منهما في مستشفى مختلف عن صديقه. لم يكن إبراهيم سعيدا في عمله رغم الأجر العالي الذي كان يتقاضاه، فقد كان يتعرض لمضايقات من زملائه الأطباء الذين أمضوا أعواما طويلة فيها، لأنهم شعروا بالتهديد من تميزه ونشاطه. فحاربوه حتى استسلم تاركا العمل. في المقابل، كان سعيد يعمل في بيئة هادئة لكنه يطمح في الأفضل. ومع أنه يعلم جيدا ما تعرض له إبراهيم في عمله، إلا أنه أصر على الالتحاق بذات المستشفى، لما يتمتع به من مميزات في الأجور، وبسبب ريادته بين نظرائه منذ تأسيسه. وبالرغم من تحذيرات إبراهيم الخانقة لسعيد مما سيواجهه هناك من أولئك الزملاء، ويقينه أنه لن يقوى على تحمل ما سيواجهه، وحثه على الالتحاق بمكان آخر، إلا أنه لم يقتنع بما قال ولم يخجل من أن يواجهه في نهاية المطاف قائلا: أرجوك لا تخنقني بحرصك! دعني أجرب!. فالتحق سعيد بالعمل في نفس المكان وظل لسنوات طويلة يتدرج وظيفيا حتى أصبح مديرا لقسمه! فقد تعامل مع الأمر بشكل مختلف، ونجح في وقت قياسي في سد الفجوة بينه وبين غيره من الأطباء بدبلوماسية عجز عنها إبراهيم.
ينسى بعض الناس أن البشر مختلفون في طريقة تفاعلهم مع المواقف، وطبيعة استجابتهم للظروف الحياتية وضغوطاتها، مهما بدت شخصياتهم أو مرجعياتهم الثقافية وخبراتهم العملية متشابهة، ومهما تطابقت ملامح البيئة المحيطة بهم. وكمثال بسيط، لاحظ كيف هي ردود أفعال من حولك تجاه التعرض للسب مثلا! هناك من سيغضب ويحاسب وهناك من سيتجاهل لأنه يرى الأمر تافها، وهناك من سيشعر بأنه جرح جرحا عميقا! هل نجحت في إيصال فكرتي إليك عزيزي القارئ؟ حسن إليك القصة إذن!
كان إبراهيم وسعيد صديقين التقيا في الجامعة وتخرجا سوية من كلية الطب، ثم تم تعيين كل منهما في مستشفى مختلف عن صديقه. لم يكن إبراهيم سعيدا في عمله رغم الأجر العالي الذي كان يتقاضاه، فقد كان يتعرض لمضايقات من زملائه الأطباء الذين أمضوا أعواما طويلة فيها، لأنهم شعروا بالتهديد من تميزه ونشاطه. فحاربوه حتى استسلم تاركا العمل. في المقابل، كان سعيد يعمل في بيئة هادئة لكنه يطمح في الأفضل. ومع أنه يعلم جيدا ما تعرض له إبراهيم في عمله، إلا أنه أصر على الالتحاق بذات المستشفى، لما يتمتع به من مميزات في الأجور، وبسبب ريادته بين نظرائه منذ تأسيسه. وبالرغم من تحذيرات إبراهيم الخانقة لسعيد مما سيواجهه هناك من أولئك الزملاء، ويقينه أنه لن يقوى على تحمل ما سيواجهه، وحثه على الالتحاق بمكان آخر، إلا أنه لم يقتنع بما قال ولم يخجل من أن يواجهه في نهاية المطاف قائلا: أرجوك لا تخنقني بحرصك! دعني أجرب!. فالتحق سعيد بالعمل في نفس المكان وظل لسنوات طويلة يتدرج وظيفيا حتى أصبح مديرا لقسمه! فقد تعامل مع الأمر بشكل مختلف، ونجح في وقت قياسي في سد الفجوة بينه وبين غيره من الأطباء بدبلوماسية عجز عنها إبراهيم.